تعتبر العلوم الشرعية من أهم العلوم في الإسلام، حيث تعتبر مصدرًا رئيسيًا لتعاليم الدين الإسلامي وتوجيهاته، وتشكل قاعدة الأساس لتحديد الأحكام الشرعية وتطبيقها في الحياة اليومية، وتتضمن أيضاً دراسة الكتاب العزيز (القرآن الكريم) والسنة النبوية والأحاديث الشريفة والسيرة النبوية والفقه والأصول وغيرها من الفروع الأخرى، وفي هذا المقال نستعرض أهمية هذه العلوم وأنواعها وأقسامها وعلاقتها بالعلوم الأخرى.
ما هي العلوم الشرعية؟
العلوم الشرعية هي العلوم العلوم الدينية التي تعني بدراسة الإسلام والشريعة الإسلامية، وتشمل مجموعة واسعة من الموضوعات التي تتعلق بالعقيدة والفقه والتفسير والحديث والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وغيرها. وتنقسم العلوم الشرعية إلى عدة فروع، ومن أبرزها:
- الفقه: وهو دراسة الأحكام الشرعية والفروع المتعلقة بها من خلال دراسة النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية والآثار النبوية والاستنباط الشرعي.
- التفسير: وهو دراسة معاني القرآن الكريم وتفسيرها بدراسة النصوص القرآنية والتاريخ الإسلامي واللغة العربية وغيرها.
- الحديث: وهو دراسة الأحاديث النبوية وتحقيقها وترجمتها ودراسة سندها ورواتها وغيرها.
- العقيدة: وهو دراسة المعتقدات والمفاهيم الدينية والتوحيد والإيمان وغيرها.
- السيرة النبوية: وهو دراسة حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيرته وأخلاقه وتعاليمه وغيرها.
ما هي أهمية العلوم الشرعية؟
تتمثل أهمية العلوم الشرعية في العديد من الجوانب، ومن أهمها:
- الفهم السليم للإسلام: حيث تساعد المسلمين على فهم الشريعة الإسلامية بشكل أعمق وأدق، والتعرف على حقيقة الإسلام ومعانيه وأحكامه وتعاليمه.
- توضيح المفاهيم الدينية: والأصول العقدية والفرائض والحقوق والواجبات والمناهج الإسلامية في العبادات والأخلاق والتعاملات والمعاملات.
- تحقيق العدالة: في المجتمع وتحديد حقوق الناس وواجباتهم، وتحقيق المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات.
- الإصلاح الاجتماعي: حيث تساعد العلوم الشرعية على تحقيق الإصلاح الاجتماعي وتحسين الحياة الاجتماعية، والتعرف على أسباب الفساد في المجتمع وآلية علاجه.
- تعزيز العلاقة بالله: وبلوغ الاستقامة وحصول التقوى وزيادة القرب من الله، وتحقيق الهدف الأسمى في الحياة.
ما هي أنواع العلوم الشرعية؟
تنقسم علوم الشريعة إلى ثلاثة أنواع، وذلك كما ذهب ابن القيم، حيث قال -رحمه الله-:
والعلم أقسامٌ ثلاث ما لها … من رابعٍ والحقُّ ذو تبيان
علمٌ بأوصافِ الإله وفعله … وكـذلك الأسماءُ للرحمنِ
والأمر والنهي الذي هو دينه … وجزاؤه يوم المعاد الثاني
ومن ذلك، كان تقسيم العلوم الإسلامية وفقاً لأصول موضوعاتها كما يلي:
- علم العقيدة، ومعرفة الأسماء والصفات، والاعتقاد في أبواب الإيمان.
- علم الأحكام (الأوامر والنواهي، والحلال والحرام).
- علم الجزاء، وهو جزاء العبد على ما فعله في الدنيا.
وقد تم تقسيم هذه العلوم استناداً على الدراسات الإسلامية التي يعتني به علماء الشريعة إلى الآتي:
- علوم المقاصد: مثل علم العقيدة والحديث والتفسير والفقه والسيرة النبوية والآداب الشرعية.
- علوم الآلة: مثل مصطلح الحديث وأصول التفسير والعلوم اللغوية وعلم أصول الفقه.
اقرأ أيضاً عن: قواعد التجويد
أقسام العلوم الشرعية
تم تقسيم العلوم الشرعية من جهة الجانب الإلزامي التطبيقي كالآتي:
1- فرض عين
وهو مفهوم شرعي يخص الواجبات التي على المسلم القيام بها، فالصلاة واجبة على كل مسلم، فنقول أن الصلاة فرض عين، بمعنى أنها واجبة، ويجب القيام بها، ويكون تاركها، آثم، ويُطبق الأمر أيضاً على النواهي، كالخمر والميسر والسرقة والزنا، حيث يُحرم على المسلم القيام بها.
2- فرض كفاية
وهو مصطلح معناه أن هناك أعمال إذا قام بها البعض، سقطت عن الباقي، فهي أوامر مفروضة ولكن على بعض المسلمين دون غيرهم، مثل: صلاة الجنازة أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو إقامة الخلافة، ولكن إذا لم يؤد هذه الفروض العدد الكافي، ففي ذلك إثم.
ما هي العلاقة بين العلوم الشرعية والعلوم الأخرى؟
هناك علاقة وثيقة بين العلوم الشرعية والعلوم الأخرى، حيث تعتمد العلوم الشرعية على العلوم الأخرى لأداء مهامها على نحو يلبي متطلبات العصر. ومن أهم العلوم التي ترتبط بالعلوم الشرعية:
1- العلوم الطبيعية
حيث تستفيد العلوم الشرعية من العلوم الطبيعية في فهم الكون وخلقه وتحليل آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن الظواهر الطبيعية، كما تستخدم المعارف العلمية الحديثة في تحديد أوقات الصلاة والاتجاه نحو القبلة وغيرها.
2- العلوم الاجتماعية
تستفيد العلوم الشرعية من العلوم الاجتماعية في دراسة الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية وغيرها، وتستخدم أيضاً المفاهيم الاجتماعية والأخلاقية في بناء المجتمع الإسلامي، ومعرفة المتغيرات التي طرأت على المجتمع.
3- العلوم الإنسانية
وذلك لفهم النفس البشرية وسلوك الإنسان، مع دراسة علم النفس الاجتماعي لمعرفة المؤثرات الخارجية التي لها تأثير فعلي على سلوك الإنسان إزاء المجتمع الذي يعيش فيه، كما يتم اللجوء إلى المعارف الإنسانية لتحديد السلوك الإسلامي السوي وتطبيقه في الحياة اليومية.
4- العلوم الطبية
حيث يتجه الشرع نحو العلوم الطبية لدراسة الأحكام الشرعية المتعلقة بالصحة والعلاج والأدوية وغيرها، وتستخدم العلوم الشرعية المعارف الطبية في تحديد الأحكام الشرعية المتعلقة بالصيام والحج، وهنا تتجلى قيمة العلم الشرعي الذي تستند أحكامه إلى العلوم الطبية لتحديد الأنسب.
شرح بعض المصطلحات الشرعية الأساسية
توجد العديد من المصطلحات الشرعية التي يجب على المهتمين بالعلوم الشرعية فهمها بشكل جيد، ومن أهم هذه المصطلحات:
- التوحيد: وهو الإيمان بوحدانية الله تعالى، وأنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له.
- النبوة: وهي إيمان المسلمين بأن الله تعالى اختار بعض البشر ليكونوا رسلاً يبلغون رسالته وتعاليمه للناس.
- الرسالة: وهي الرسالة التي أوحى الله بها لرسله ليبلغوا تعاليمها للناس.
- القرآن الكريم: وهو كتاب الله الذي أنزل على النبي، ويحوي تعاليم الإسلام والشريعة الإسلامية.
- السنة النبوية: وهي التعاليم والأفعال والأقوال التي رواها النبي، وتعتبر مصدرًا رئيسيًا للأحكام الشرعية.
- الشريعة الإسلامية: وهي مجموعة الأحكام الشرعية الموجودة في القرآن والسنة النبوية، وتشمل العقائد والأخلاق والمعاملات والعبادات وغيرها.
- الفتوى: وهي رأي مشورة معتمدة من قبل عالم دين مسلم في مسألة شرعية، وتعتبر مصدرًا هامًا للتوجيه في الشؤون الشرعية.
- الحلال والحرام: وهما المصطلحان الذين يشيران إلى الأشياء التي يجوز للمسلمين فعلها، والأشياء التي يحرم عليهم فعلها.
- الصلاة: وهي العبادة الأساسية في الإسلام، وتتكون من أركان وشروط وواجبات وسنن ومستحبات.
- الزكاة: وهي الصدقة الواجبة على المسلمين الأغنياء لصالح المحتاجين والمساكين والمحرومين.
- الصيام: وهو الامتناع عن الأكل والشرب والجماع والتدخين وغيرها من الأمور من الفجر حتى غروب الشمس في شهر رمضان.
- الحج: وهو الرحلة إلى مكة المكرمة لأداء الفريضة الإسلامية الخامسة، ويتم فيها أداء الطواف والسعي والوقوف بعرفة وغيرها من الشعائر الإسلامية.
اقرأ أيضاً عن: إجازة القرآن
يتبين من خلال هذا الشرح أن العلوم الشرعية من أهم العلوم في الإسلام، فهي مصدر رئيسي للتعاليم والأحكام الدينية، ومن خلالها يستطيع الإنسان تحقيق التوفيق بين النقل والعقل، كما نجد اهتمام كبير في أكاديمية وحي يوحى لتعليم الدراسات الاسلامية بهذه العلوم، ويتم تدريسها بواسطة نخبة من المختصين والشيوخ فضلاً عن تحفيظ القرآن الكريم وأحكام التجويد والنطق باللغة العربية، وبمجرد التواصل مع الأكاديمية، تبدأ رحلتك في التعمق في هذا البحر الشاسع.