ملامح الشخصية الإسلامية – 8 عناصر لبناء الشخصية المسلمة

ملامح الشخصية الإسلامية

تعد الشخصية الإسلامية شخصية متكاملة تتميز بمجموعة من الملامح والخصائص الفريدة التي تجعلها تتميز عن غيرها في جميع جوانب الحياة، فالشخصية الإسلامية تتميز بالعدالة والرحمة والتسامح والصبر والتفاؤل والإخلاص والأمانة والصدق والاعتدال والتواضع والتسامح والتعاون، وهذه الملامح تشكل الأسس الأساسية لهذه الشخصية التي تحث على العمل الجاد والإحسان والمحافظة على القيم الإنسانية والأخلاقية.

 

ومن خلال توضيح ملامح الشخصية الإسلامية، يمكننا تحديد الخصائص التي يجب على المسلمين تطويرها وتعزيزها في حياتهم اليومية، والعمل على بناء شخصية إسلامية قوية ومتكاملة تساعدهم على التعامل مع التحديات والصعوبات التي يواجهونها في الحياة.

 

تعريف الشخصية الإسلامية

الشخصية الإسلامية عبارة عن مجموعة من السمات التي يتميز بها الشخص المسلم، والصفات التي ينبعي أن يكون عليها، وتتضمن الشخصية الصفات العقلية والجسمية والروحية، وهي رمز كل ما هو ظاهري يستطيع الآخر أن يستشفه في معاملاته، وهي مزيج بين الأخلاق والمزاج والسلوكيات، ومن ثم تعتبر الشخصية المسلمة بمثابة صفات يتحلى بها المسلم وتميزه عن غيره سواء كانت هذه الصفات عقائدية أو أخلاقية أو اجتماعية، كما أنه يؤمن بالدين الإسلامي كمنهج فكري وعقائدي، ويسعى بكافة جوارحه لتطبيقه في الحياة اليومية.

 

مقومات الشخصية الإسلامية

تتميز الشخصية الإسلامية بعدة مقومات تتطلب قدر كبير من العمل الدؤوب والاستمرارية في تحقيقها وتنميتها لتكون قدوة حسنة في المجتمع وتحقق السعادة  في الدنيا والآخرة.، وتتمثل مقومات ومعالم الشخصية الإسلامية في الآتي:

 

  • التقوى: وهي الخشية من الله تعالى والتزام الشخص بتعاليم الإسلام وقيمه.
  • الصدق: وهو الالتزام بالصدق والأمانة في جميع الأمور والتصرفات.
  • العدل: في جميع الأمور والمواقف، وعدم التحيز والانحياز لأحد.
  • الإحسان: وهو التعامل بالإحسان إلى الآخرين، والمساهمة في بناء المجتمع والتخفيف عن كاهل الغبر.
  • الرحمة: وهي التعامل بلطف وحنان ورحمة مع الآخرين، والتعاطف معهم في جميع الظروف والمواقف.
  • الصبر: وهو التحلي بالصبر والاحتساب في جميع الأمور، وتحمل الصعاب والابتلاءات بصبر واحتساب.
  • الاستقامة: والثبات على الحق وعدم الانحراف عنه.
  • التواضع: وعدم الاستعلاء على الآخرين، والتعامل بود وحلم مع الجميع.
  • الاعتدال: وهو تحقيق التوازن في جميع جوانب الحياة، وعدم الانفعال والتفريط في الأمور.
  • الاستغفار: وهو التوجه إلى الله تعالى بالاستغفار والتوبة من الذنوب والخطايا، والاستغفار في كل الأوقات والمواقف.
  • العلم والتعلم: وهو التعلم والتنمية الدائمة للمعرفة والعلم والتطور الذاتي والاجتماعي والروحي.
  • الإخاء: وهو العمل على تقريب القلوب والتآلف بين الناس، والعمل على تعزيز الروابط الاجتماعية والإنسانية.
  • الاعتماد على الله: وهو الاعتماد على الله تعالى في جميع الأمور، والتوكل عليه في تحقيق الأهداف والتغلب على المصاعب.

 

وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ” المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس” [ الدار قطني ]. وقال الله -تعالى-: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} {أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً} [الفرقان: 63-75] وقوله تعالى: { قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} {والذين هم على صلواتهم يحافظون} [المؤمنون: 1-9]

ووفقاً للنصوص الدينية التي جاءت في القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية يتبين أن الشخصية الإسلامية هي:

 

  1. شخصية واعية سوية.
  2. على قدر كافٍ من العلم والالتزام.
  3. متزنة نفسياً وروحياً.
  4. مجاهدة بالقول والعمل.
  5. الطابع المستقل.
  6. الإيمان العميق واليقين بما يجري من حوادث.
  7. لا تفريط ولا إفراط.
  8. اتباع الشرع دون الالتفات لغيره من اجتهادات أو تأويلات

 

اقرأ أيضاً عن: القوانين الكونية في القرآن

 

ما هي عناصر بناء الشخصية الإسلامية؟

تتكون أسس بناء الشخصية المسلمة من عدة عوامل، منها:

 

1- التعليم الإسلامي

وهو التعليم الذي يتم من خلال الدراسة والتدريب على تعاليم الإسلام وقيمه وأخلاقه، ويتم من خلال الكتب والدورات التعليمية والمحاضرات الدينية.

 

2- التربية الإسلامية

وهي التربية التي تتم من خلال الأسرة والمجتمع والمدرسة على تعاليم الإسلام وأخلاقه، وتتضمن تعليم الصلاة والصيام والزكاة والحج، والتعامل بالأخلاق الحميدة والمثالية.

 

3- القرآن الكريم

وهو الكتاب الذي يحتوي على كلمات الله المنزلة على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويتم من خلال قراءته وتدبر معانيه تنمية الشخصية الإسلامية وتعزيز علاقتها بربها.

 

4- السيرة النبوية

وهي سيرة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- والتي تعكس مبادئ الإسلام وأخلاقه، ويتم من خلال دراسة سيرته وتحليل تعاليمه تنمية الشخصية الإسلامية وثتبيت أركانها وملامحها.

 

5- التفكير الإيجابي

وهو التفكير الذي يتم من خلال نزع الأفكار السلبية والوساوس والهواجس النفسية، وبدأ التفكير على نحو ايجابي والتفاؤل بالحياة، ويتم ذلك من خلال القراءة والاستماع لآيات الذكر الحكيم والاطلاع على أحوال الصحابة والتابعين والتحلي بأخلاقيات النبي الكريم.

 

6- العمل الخيري

وهو العمل الذي يتم من خلال المساهمة في بناء المجتمع ومساعدة الآخرين، ويتم من خلال العمل التطوعي والتبرعات الخيرية والمشاركة في الأعمال الخيرية.

 

7- العلاقات الإيجابية

وهي العلاقات التي تتميز بالتواصل الإيجابي والتعاون والتسامح والتفاهم، تيتم من خلال الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية وتحسينها وتطويرها.

 

8- الاستقرار النفسي

وهو الاستقرار الذي يتم من خلال التحكم في العواطف والمشاعر، ويتم من خلال الإيمان بالله تعالى والتوكل والاعتماد عليه في جميع الأمور.

 

اقرأ أيضاً عن: تحفيظ القرآن الكريم للأطفال

 

تأثير الشخصية المسلمة في المجتمع

الشخصية الإسلامية صاحبة رسالة نبيلة في هذه الحياة، ويتوفر فيها شروط النجاح والسداد في كل خطوة تخطوها في بناء المجتمع، ومن ثم فهي شخصية اجتماعية تتفاعل مع الآخرين، وتحتك بمختلف الثقافات على تباينها واختلافها، وهي فضلاً عن ذلك، شخصية مؤثرة لسمو رسالتها، ونبل أخلاقها، ولتميزها عن غيرها.

 

ومتى وجد الشخص المسلم الواعي بأمور دينه ودنياه، كان بمثابة الهداية والنور للآخرين، فهو مشكاة، ومنبع الخير، ومصدر الرشاد والنصح، ينأى بنفسه عن المنكرات، وينهى غيره عن فعلها، ويأمر الناس بالمعروف بقوله وعمله وقلبه وسلوكه، ولذلك فهو لديه مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعه باعتباره شخص مؤهل قد استنار بهدى القرآن، وارتوى بالسنة النبوية.

 

ولذلك تترك الشخصية المسلمة بصمة إيجابية في المجتمع، وتحقق تأثيرًا إيجابيًا على الناس من حولها. ومن الجدير بالذكر أن تأثير الشخصية المسلمة يبدأ من الفرد نفسه ويمتد إلى الأسرة والمجتمع، ويحتاج إلى العمل الدائم والاستمرارية في تحقيقه ونشره.

 

اقرأ أيضاً عن: تعليم اللغة العربية

 

التحديات والمخاطر التي تعرضت لها الشخصية الإسلامية

تعرضت الشخصية الإسلامية للعديد من التحديات والمخاطر عبر التاريخ، ومن أهمها:

 

1- التحديات التاريخية

تعرضت شخصية المسلم للعديد من التحديات التاريخية، مثل الحروب والغزوات والاضطهاد والتمييز الديني والعنصري، ويتعين على المسلمين التصدي لهذه التحديات والدفاع عن أنفسهم ودينهم.

 

2- التحديات الحديثة

تتعرض الشخصية الإسلامية في الوقت الحاضر للعديد من التحديات الحديثة، مثل التطرف والإرهاب والتحريف الديني والإسلاموفوبيا والتمييز العنصري، ويتعين على المسلمين التصدي لهذه التحديات والتصدي لها بالحوار والتوعية ونشر الوعي بالإسلام الحقيقي والمعتدل.

 

3- التحديات الثقافية

يواجه المسلمون في بعض البلدان التحديات الثقافية، حيث يتعين عليهم التأقلم مع الثقافات المختلفة والتعامل مع الصعوبات التي تنشأ من الاختلافات الثقافية، مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية.

 

4- التحديات الاجتماعية

يتعرض المسلمون في بعض الأحيان للتمييز الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ويتعين عليهم مواجهة هذه التحديات بالعمل الجاد والتحلي بالصبر والاجتهاد وتحقيق النجاح والتفوق في مختلف المجالات.

 

5- التحديات الداخلية

يتعين على المسلمين مواجهة التحديات الداخلية التي تنشأ من خلال الصعوبات الشخصية والتحديات النفسية والاجتماعية، والتي تحتاج إلى العمل الدائم على تحسين الذات وتطوير الشخصية الإسلامية وتحقيق السلام الداخلي والراحة النفسية.

 

6- التحديات التعليمية

يتعين على المسلمين التصدي للتحديات التعليمية، وتحقيق التعليم الجيد والمستمر، وتطوير المهارات والقدرات والاهتمام بالبحث العلمي وتطوير المجتمع.

 

7- التحديات السياسية

يتعرض المسلمون في بعض الأحيان للتحديات السياسية، مثل القمع والاضطهاد والتمييز السياسي، ويتعين عليهم التصدي لهذه التحديات بالعمل على إحقاق الحق والعدالة ونشر الوعي بحقوق المسلمين في المجتمع.

 

ما هي الطرق التي يمكن استخدامها لمواجهة هذه التحديات؟

  • التعليم والتوعية: لمحاربة التطرف والإرهاب وتحريف الدين، ونشر الوعي بالإسلام الحقيقي المعتدل.
  • الحوار والتفاهم: والتعايش مع المجتمعات والثقافات الأخرى، وتبادل الأفكار والآراء، والعمل على تقريب المسافات ونبذ التطرف والتعصب والكراهية.
  • التطوع والعمل الخيري: والإنساني لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والصحية للمجتمع، وتحقيق العدالة والإحسان والخير.
  • التحالفات والشراكات: مع المنظمات والجمعيات والأفراد المشاركين في مجالات العمل الخيري والإنساني، وبناء الشراكات المثمرة لتحقيق الأهداف الإيجابية.
  • الاعتماد على التعاليم الإسلامية: والأخلاق الحميدة التي دعا إليها الدين الإسلامي، والتي تتضمن التسامح والتعايش السلمي والعدل والإحسان.
  • التكاتف والتضامن: يمكن للمسلمين التكاتف والتضامن مع بعضهم البعض، وتعزيز العلاقات بينهم، والعمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة، وتعزيز الوحدة.

 

اقرأ أيضاً عن: فضل حفظ القرآن الكريم

 

إن التحديات التي تواجه الشخصية الإسلامية كثيرة ومتعددة، وتتطلب جهود ضخمة وتعاون كبير بين المجتمعات المسلمة لإزاحة هذه الأفكار التي تم نسبها لهذا الدين الحنيف، والتي لا تمت إليها بصلة من قريب أو بعيد، ومن ثم بدأت أكاديمية وحي يوحى هذا الطريق مبكراً لتعليم الفرد المسلم مقومات نجاح الشخصية الإسلامية وعناصر بنائها، والأخلاقيات والسلوكيات التي يجب التحلي بها لنشر الوعي وتعزيز الروابط لبناء مجتمع متكامل قائم على الأسس والمبادئ التي جاءت في آيات الذكر الحكيم.

 

المصادر والمراجع

islamweb

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart